مصابا فلسطينيا في الهجوم الاحتلالي على الأقصى
= بكيرات يحذر من إقدام الاحتلال على تقسيم زمني للمسجد الأقصى بين المسلمين واليهود
= د. صبري: مشاركة الأجانب في الاقتحام مؤشر على خطورة المؤامرة على الأقصى
قوات الاحتلال في القدس تمنع المسلمين من دخول المسجد الأقصى المبارك لإخلاء ساحاته أمام المئات من اليهود والأجانب المقتحمين
القدس المحتلة, الأحد, 28 - 2 - 2010م, 14 - 3 - 1431 هـ - قامت قوات الاحتلال الصهيوني صباح اليوم بإدخال 1500 من اليهود والأجانب إلى المسجد الأقصى المبارك عنوة بعد أن منعت المصلين المسلمين من دخوله, وحاصرت عددا آخر من المصلين داخل أحد مبانيه الرئيسية, لمنعهم من إحباط عملية الاقتحام.
وكانت جماعات يهودية قد دعت إلى اقتحام جماعي للمسجد الثالث في الإسلام يومي الأحد والاثنين بمناسبة ما يسمى بعيد البوريم العبري لأداء شعائر يهودية داخله.
المصلون الممنوعون من دخول الأقصى يحتشدون عند طلعة باب الأسباط المؤدية للمسجد المبارك
تقسيم زمني للأقصى
وأوضح د. ناجح بكيرات, رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى المبارك, أن قوات وشرطة الاحتلال منعت منذ ساعات صباح اليوم الباكرة دخول المُصلين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً من دخول المسجد الأقصى, وأغلقت بعد ذلك البوابات الخارجية, وبعد ذلك دخلت قوة من الوحدات الخاصة والشرطة المسجد الأقصى من جهة بوابة المغاربة, وحاصرت الجامع القبلي وطلبت خروج المعتكفين منه, وفي نفس الوقت أدخلت نحو ألف وخمسمائة سائح أجنبي من بوابة المغاربة إلى المسجد المبارك.
وحذر بكيرات من هذا السيناريو, مؤكدا أنه يؤشر إلى احتمال إقدام قوات الاحتلال على خطوة خطيرة تتمثل بتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمنياً بين المسلمين واليهود, من خلال منع المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى في الوقت الذي تسمح بإدخال المئات من السياح وغيرهم إليه.
وأضاف د. بكيرات: "أن سلطات الاحتلال تحاول في كل مرة أن تستفيد من الأحداث, حيث أغلقت كافة الأبواب ووفرت ساحات وباحات المسجد الأقصى للسياحة فقط, وهي بذلك تريد أن تفرض تقسيما زمنيا تفرض فيه ساعات للمنع تتيح أن يتحركوا دون وجود إسلامي فيه أو أي نشاط للمصلين فيه.
وحذر من خطورة هذه الخطوة التي تنتهجها سلطات الاحتلال, فهي ليست فقط لإحكام السيطرة على المسجد الأقصى وإنما تُغيّب الوجود الإسلامي فيه وتحرم الكثير من المواطنين من الوصول إليه بسهولة".
واعتبر رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى "أن ما حصل يمثل شكلاً جديداً من أشكال التضييق والحرب المُعلنة ضد الشعب الفلسطيني, وهي بذلك تحاول نقل تجربة المسجد الإبراهيمي في خليل الرحمن إلى المسجد الأقصى المبارك".
وكانت سلطات الاحتلال قد أقدمت على تقسيم المسجد الإبراهيمي بين اليهود والمسلمين في أعقاب مجزرة عام 1994, والتي راح ضحيتها 30 مصليا فيه برصاص مستوطنين وجنود احتلال, بزعم الحيلولة دون تجدد المصادمات بين الطرفين في "موقع متنازع عليه".
ودعا مسئولون صهاينة مرارا إلى فرض تقسيم المسجد الأقصى المبارك على غرار المسجد الإبراهيمي, والذي يمنع المسلمون من الصلاة في حوالي ثلاثة أرباعه, كما يمنعون من رفع الأذان منه خلال الأعياد اليهودية.
وأعرب د. بكيرات عن أسفه لما يجري في الأرض المباركة, موضحا أن أي قرار تتخذه سلطات الاحتلال تشرع فورا على تنفيذه في القدس, وتساءل: "كم من القرارات التي اتخذتها الأمة العربية وجامعتها ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمؤسسات العربية والإسلامية المختلفة دون أن تنفذ قرار واحدا لخدمة ونصرة المسجد الأقصى ومدينة القدس".
عدد المصابين 16
في غضون ذلك, ارتفع عدد الجرحى في صفوف المصلين داخل الأقصى إلى 16 مصابا, جراء الرصاص الذي أطلقته مئات من قوات الشرطة والجيش الصهيونيين داخل المسجد المبارك لمنعهم من إحباط عملية الاقتحام, ولإجبارهم على اللجوء إلى المصلى القبلي الرئيسي في الأقصى, ومن ثم حصارهم داخله.
داخل حارات البلدة القديمة بالقدس¡ العشرات من عناصر قوات الاحتلال المدججة بالسلاح تهاجم أهل القدس الممنوعين من دخول المسجد الأقصى المبارك لإنجاح محاولة جديدة لفرض تقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود
شباب مقدسيون يواجهون بالحجارة جنود الاحتلال المدججين بالسلاح لحماية أقصاهم
مشاركة الأجانب في الاقتحام
وأكد الدكتور عكرمة صبري, خطيب المسجد الأقصى المبارك, أن مشاركة الأجانب للمتطرفين اليهود في اقتحام الأقصى عقب تفريغ ساحاته من المصلين المسلمين بحصار بعضهم داخل مبانيه, ومنع الآخرين خارجه من الدخول إليه, يعد مؤشرا خطيرا على حجم وخطورة المؤامرة على المسجد الثالث في الإسلام.
عدد من السياح الأجانب واليهود يخرجون من باب الأسباط بعد أن اقتحموا الساحات الداخلية للمسجد الأقصى المبارك بمساعدة قوات الاحتلال التي منعت المسلمين من دخول مسجدهم
وأعرب د. صبري عن أمله في أن توقظ هذه المشاركة في أحد الأعياد اليهودية المسلمين على واجب الدفاع عن المسجد المبارك, داعيا إلى مزيد من التعاون وتضافر الجهود لدرء الهجمة الصهيونية الشرسة على ثالث المقدسات الإسلامية, مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
المصدر: موقع مدينة القدس (بتصرف)
